تتنافس الأسواق العالمية والمحلية في مواسم العروض، فتبدأ جولة السباق التسويقي، و تتماهى الجهود في تطوير مختلف الخطط الإعلانية والدعائية والتسويقية. وهو ما يجعل خط التنافس طويلًا، وصراع البروز قويًا؛ فتوظف الشركات العديد من متخصصي التسويق الذين يعمدون إلى ابتكار العديد من الخطط الإعلانية، والتي تضع في مقدمتها استقطاب الزبائن والعملاء عبر تقديم العروض التسويقية الموسمية.
آلية التسويق الموسمي للشركات
التسويق الموسمي (Seasonal Marketing) هو استراتيجية تعتمدها الشركات في مواسم معينة كالاحتفالات والأعياد وشهر رمضان بهدف تنشيط حركة السوق والمبيعات. وعادة ما توظف الشركات طواقم متخصصة من المسوقين يبدؤون بالتخطيط لهذه الحملة قبل حلول العيد أو الموسم بفترة طويلة. وتتمثل الاستراتيجية المتبعة في التسويق الموسمي فيما يلي:
- بداية يبدأ طاقم العمل بتحضير قائمة بمختلف المناسبات وتواريخها في جدول مخصص.
- يبدأ التخطيط لكل مناسبة بحملة إعلانية ودعائية منفصلة؛ بما يتوافق مع طبيعة المناسبة وميزاتها وأثرها على الجمهور.
كما ويتوجب على الطاقم التسويقي اكتشاف ثغرات السوق لاستغلالها بالشكل الأنسب، لتوجيه الجهود إلى سد هذه الثغرات بما يجذب انتباه العملاء ويحقق رضاهم الكامل.
كيفية الاستفادة من التسويق الموسمي
لا يخفَ على أي شركة رائدة أهمية استغلال المواسم المختلفة للاستفادة من تطبيق استراتيجية التسويق الموسمي بالشكل الأقصى، فتبدأ التحضيرات بمجموعة من النقاشات والاجتماعات التي يتخللها عصف ذهني للخروج بأفضل الأفكار وأميزها.
وعادة ما تنحصر مهمة الفريق في العناية بمجموعة من النقاط أهمها:
- دراسة المنافسين في السوق، وتحديد منهجية وآلية التسويق المتبعة لديهم، للخروج بأفكار مختلفة ومميزة.
- محاولة اكتشاف أفكار مميزة لاستغلالها في طرح الحملة الإعلانية.
- الأخذ بعين الاعتبار الاحتفالات العالمية والمحلية؛ على اختلاف الشرائح التي تحتفل بها (كعيد الأم، وعيد رأس السنة، وعيد الفطر، وشهر رمضان المبارك…).
- العناية بالكتابة الإعلانية والتصاميم لدورها الكبير في استقطاب اهتمام الزبائن والعملاء.
- تحديد قنوات الإعلان وأساليبه (إعلانات طرقية، إعلانات غوغل، حملات إعلانية على منصات التواصل، إعلانات تلفزيونية …).
- التركيز على متطلبات الزبائن، ومحاولة إحاطة الخبرة بما يتطلبه السوق من منتجات وتحديثات.
- تنظيم المسابقات والعروض وتوفير كوبونات الخصم في هذه المواسم.
شركات الهواتف واستراتيجية التسويق الموسمي
إن كنت من محبي الإلكترونيات أم لا، تفضل متابعة آخر العروض والتقنيات المطروحة أو لا، فأنت بكل تأكيد على اطلاع بعروض أشهر شركات الهواتف المحمولة. فعادة ما تعمد هذه الشركات إلى طرح مجموعة كبيرة من العروض والكوبونات خلال فترات معينة لاستقطاب شريحة واسعة من الزبائن الذين يقبلون على الشراء خلال هذه الفترة.
ويمكن القول إن هذه الشركات ميالة في الغالب إلى اتباع سياسة التسويق الموسمي، مستغلة توقعات الزبائن بالحصول على العروض في هذه الفترة من العام. لأن معظمنا يدخر الأموال لشراء هاتف جديد، لكنه يقرر تأجيل الأمر حتى فترة شهر رمضان المبارك، على اعتبار أننا نعلم بالتخفيضات التي تطرحها الشركات خلال هذا الشهر الكريم.
على سبيل المثال، إن كنت ترغب في شراء هاتف هواوي، فإنك ستنتظر حتى إعلان عروضات رمضان هواوي 2022 لتحصل على نصيبك من التخفيضات والخصومات، فتتمكن من استغلال نقودك في شراء جهاز بمواصفات أحدث؛ أو يمكنك شراء الجهاز الذي خططت لشرائه مسبقًا بمبلغ أقل من المعتاد.
وبهذا تستطيع الشركات عامة وشركات الهواتف خاصة الوصول إلى شريحة كبرى من العملاء عبر استغلال مناسبات عامة. فتطرق الإعلانات أذهاننا دون كلل أو ملل، ويعتاد عقلنا الباطن على اسم علامة تجارية معينة، فنسارع إليها دونًا عن غيرها فيما لو قررنا شراء منتج ما، وربما ننصح أحدهم بشراء منتج ما لمجرد اعتيادنا على العلامة التجارية أو معرفتنا بعروض توفيرية تقدمها.